في مثل هذا اليوم 1 جويلية 1962، جرى أوّل استفتاء في تاريخ الجزائر بعد 132 عاما من الاحتلال الفرنسي، تحدّد بموجبه مصير البلاد إما الاستقلال أو البقاء تحت سلطة الاحتلال.
الاستفتاء كان تنفيذا لـ “اتفاقيات إيفيان” بين الحكومة المؤقتة الجزائرية والحكومة الفرنسية، التي استمرت قرابة سنتين، لكن الاتصالات السرية لبداية هذه الاتفاقيات بدأت سنة 1955.
قبل استفتاء تقرير المصير اتفق الطرفان على “وقف إطلاق النار” في 19 مارس 1962، وهي المرة الأولى التي يسكت فيها الرصاص بعد ثورة نوفمبر 1954، التي استمرت أكثر من 7 سنوات لتحرير الجزائر.
تعثرت “اتفاقيات إيفيان” عدة مرات بسبب اختلاف مواقف الطرفين وتمسك كل منها بمطالبه، لكنّ أخطر توقف كان بسبب الصحراء الجزائرية، التي كانت فرنسا ترغب في الاحتفاظ بها، وهو ما رفضه الوفد الجزائر المفاوض.
بعد التوقيع على بنود “اتفاقية إيفيان” تم الاتفاق على أن يجرى استفتاء تقرير المصير في غضون فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر من تاريخ وقف إطلاق النار وهو ما حدث، حيث جرى الاستفتاء بعد ثلاثة أشهر وبضعة أيام.
في يوم الاستفتاء 1 جويلية 1962 صوت الجزائريون على ورقة تقرير المصير بـ”نعم”، وكان سؤال الاستفتاء: هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا، حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962؟
بلغ مجموع المصوتين المسجلين 6549736 أي أزيد من ستة ملايين ونصف مليون، وبلغ الناخبون 6017800، كما بلغ عدد الأصوات المعبّر عنها 5992115 أما الأصوات الملغاة فبلغت 25565، وكان عدد المصوتين بنعم 5975581 فيما كان عدد المصوتين بلا 16534.
بلغت نسبة المصوتين بنعم 99,72 بالمائة بينما صوت 0,28 بالمائة بِلا، وبهذه النتيجة كانت الأغلبية الساحقة مع مطلب الاستقلال.
أعلنت نتيجة الاستفتاء في 3 جويلية 1962، وفي هذا اليوم أعلن رئيس الجمهورية الفرنسية الجنرال شارل ديغول اعتراف فرنسا باستقلال الجزائر.
اختار قادة الحكومة المؤقتة الجزائرية تاريخا مغايرا لإعلان الاستقلال عن فرنسا، وهو الخامس من جويلية 1962، والذي يتزامن مع ذكرى سقوط الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي في الخامس جويلية 1830.
في صبيحة يوم الاستقلال خرج الجزائريون بالملايين إلى شوارع العاصمة وكل المدن احتفالا بالحرية، وتمكنوا أخيرا من رفع الراية، التي لطالما حرمهم الاحتلال من رفعها.