توفي اليوم الثلاثاء في مدينة ليون الفرنسية المحامي الفرنسي جيل ديفير، الذي اشتهر بترافعه عن القضايا العادلة، خاصة القضية الصحراوية والقضية الفلسطينية، أمام المحاكم الأوروبية والدولية. جاء رحيله بعد صراع طويل مع مرض عضال، تاركا وراءه إرثا قانونيا وإنسانيا عظيما.
برز جيل ديفير كمحامٍ ملتزم بالدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة، وقاد منذ عام 2012 فريق الدفاع عن القضية الصحراوية أمام المحاكم الأوروبية. وحقق سلسلة من الانتصارات التاريخية التي عززت مكانة القضية في الأوساط القانونية والسياسية، ومن أبرزها:
قرار المحكمة الأوروبية 2015: ألغى الاتفاقيات الموقعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب شمولها غير القانوني للصحراء الغربية.
قرار محكمة العدل الأوروبية 2016: أكد أن الصحراء الغربية والمغرب إقليمان منفصلان، وأن الشعب الصحراوي له حق تقرير المصير، مع الاعتراف بجبهة البوليساريو كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي.
قرارات 2018 و2019: التي كرست الوضع القانوني المستقل للمياه الإقليمية والمجال الجوي للصحراء الغربية عن السيادة المغربية.
قرار 2021: الذي ألغى اتفاقيات شملت الصحراء الغربية بشكل غير قانوني، وأكد ضرورة موافقة الشعب الصحراوي على أي اتفاق يمس الإقليم.
قرار 2024: رفض طعون الاتحاد الأوروبي وأكد إلغاء الاتفاقيات مع المغرب التي تضمنت الصحراء الغربية دون موافقة شعبها، مشددًا على أهلية جبهة البوليساريو للترافع أمام المحاكم الأوروبية.
محامي الشعوب وقضايا التحرر
لم تقتصر جهود ديفير على القضية الصحراوية، بل كان نصيرًا للقضية الفلسطينية، حيث قاد الجهود القانونية التي أسفرت عن إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بجرائم حرب.
كما شارك المحامي الفرنسي جيل ديفير في الندود الدولية التي أفيمت في الجزائر لمحاكمة الكيان الصهيونين و شارك فيها قرابة 3000 محامي عبر كامل المعمورة، حيث تاسف المحامي الفرنسي ، و قال بالحرف الواحد : “نحن لا نريد انتظار عام لنرى المحكمة الجنائية الدولية تتحرك في قضية غزة، ولكن يجب أن نقول أنه حتى الآن لم يكن هناك دعم كاف للشكوى المقدمة (ضد الكيان الصهيوني) فالدول الغربية ترفض دعم هذه الشكوى بينما يقتصر قادة العالم العربي والإسلامي على الحد الأدنى حتى الآن”.
وأوضح أن الشككوى المرفوعة ضد الكيان الصهيوني، ستنتهي على الرغم من كل الصعوبات بتحقيق نتيجة عاجلا أو آجلا” وأن القادة الصهاينة سيمثلون أمام المحكمة الجنائية الدولية “يوما ما لأن جميع المؤشرات والأدلة تؤكد جريمة الإبادة الجماعية ضد شعب غزة”.
ختاما، جيل ديفير لم يكن مجرد محامٍ، بل كان رمزا للنضال من أجل العدالة الدولية، وصديقا لكل القضايا العادلة في العالم. إرثه سيظل محفورًا في ذاكرة الشعوب التي دافع عنها، وسيبقى مصدر إلهام لكل من يؤمن بحقوق الإنسان والعدالة.