كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن مجموعة من العوامل الحاسمة التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، رغم إصراره السابق على التصعيد العسكري. هذه العوامل تعكس تأثيرا للأوضاع الميدانية، الضغوط السياسية الداخلية والمصالح الدولية.
الإرهاق العسكري واستنزاف الموارد
شهدت القوات الإسرائيلية، وخاصة قوات الاحتياط، ضغطا هائلا نتيجة القتال المستمر على جبهتين، في لبنان وغزة، ما أدى إلى تراجع القدرة القتالية.
كما تم استنزاف مخزون الأسلحة جراء العمليات العسكرية المكثفة أدت إلى تناقص كبير في الذخيرة، مما جعل من الصعب مواصلة القتال بنفس الكفاءة.
أهداف محدودة في لبنان
قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، انه رغم التصعيد العسكري، أظهرت إسرائيل أهدافا أقل طموحًا في لبنان مقارنة بغزة. ووفقًا للمحلل يعقوب عميدرور، المستشار السابق للأمن القومي لنتنياهو، فإن “حزب الله ليس حركة حماس ولا يمكن تدميره بالكامل. لبنان أكبر من أن يكون ساحة حرب سهلة، وحزب الله أقوى من أن يهزم سريعًا.
الهدف الأساسي للعملية كان تقليل تهديد حزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية ودفع مقاتليه بعيدًا عن المناطق الحدودية، مما يُحسن الواقع الأمني في الشمال.
الضغوط السياسية الداخلية
اضافت الصحيفة أن نتنياهو واجه معارضة من وزراء اليمين المتطرف ورؤساء بلديات الشمال، لكنهم لم يهددوا بإسقاط الحكومة بسبب الاتفاق، كما فعلوا سابقًا بشأن غزة.
كما لعبت مطالب عشرات الآلاف من سكان المناطق الشمالية، الذين تم إجلاؤهم خلال القتال، دورًا مهمًا في اتخاذ القرار.
التأثير الدولي ودور الولايات المتحدة
أشارت مصادر مطلعة لفاينانشيال تايمز البريطانية، على أن مشاورات الحكومة الإسرائيلية إلى أن الضغوط الأمريكية لعبت دورًا حاسمًا في توقيت الاتفاق. وأوضحت المصادر أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كان يرغب في إنهاء الحرب، وهو ما وضع نتنياهو تحت ضغط إضافي، إضافة على فقد التوازن بين استمرار القتال والمخاطر مع تزايد الانتقادات الدولية وارتفاع تكلفة الحرب ميدانيا ، اعتبر نتنياهو أن أهداف إسرائيل قد تحققت إلى حد كبير.
وختم مقال الصحيفة على أنه بالرغم من التوصل إلى وقف إطلاق النار، يبقى الوضع هشا. حيث يرى مسؤولون إسرائيليون أن الحرب لم تكن تهدف إلى تحقيق نصر كامل، بل إلى تحسين الوضع الأمني ودفع حزب الله بعيدا عن الحدود.
ورغم الانتقادات -يضيف المقال -يبدو أن نتنياهو استطاع تجنب تهديد داخلي فوري لحكومته، مع الحفاظ على استقرار نسبي على الجبهة الشمالية.