في تأكيد جديد على التوجهات الثابتة للجزائر النوفمبرية الجديدة، أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، التزام بلاده العميق بتعزيز الشراكة والتكامل بين دول القارة الإفريقية لمواجهة التحديات الجسيمة التي تهددها، وهو ما يتماشى مع المبادئ التي يرافع من أجلها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في مختلف المحافل الدولية.
في مساهمة إعلامية نشرتها مجلة منتدى الشباب الإفريقي الصادرة عن المجلس الأعلى للشباب، كتب قوجيل أن الجزائر الجديدة تتبنى روح التضامن الإفريقي وأصالة الطموحات في الوحدة بين شعوب القارة، وتسعى لتعميق التعاون على أسس استراتيجية تساعد في التغلب على الأزمات التي تواجه المنطقة.
وأشار قوجيل إلى أن الجهود الجزائرية تأتي تجسيدًا لما أسماه “المبدأ الحكيم”، الذي يروج له الرئيس تبون في مختلف المنابر الدبلوماسية، وهو المبدأ الذي يعلي من شأن “الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية”. وأوضح أن هذا التوجه لن يتحقق إلا بتفعيل دور الشباب وتوحيد طاقاتهم ومهاراتهم من أجل تحقيق الريادة والتنمية المستدامة، فضلاً عن استكمال رسالتهم في مناهضة الاستعمار وتحقيق التحرر الكامل للقارة.
وفي ذات السياق، أبدى قوجيل إشادته بتنظيم الجزائر للطبعة الرابعة من منتدى الشباب الإفريقي في وهران، خلال الفترة من 1 إلى 4 نوفمبر الجاري، تزامنًا مع الاحتفالات بالذكرى السبعين لثورة نوفمبر المجيدة. واعتبر أن هذا الحدث يعد تعبيرًا صادقًا عن ارتباط ثورة الجزائر بالقضايا الإفريقية، ويؤكد اهتمام الجزائر بالشباب في داخلها وفي القارة بأسرها، ويسعى لتوحيد صفوفهم وتحفيزهم على توجيه طاقاتهم ومهاراتهم، لاسيما في المجال الرقمي، في اتجاه يخدم تطلعاتهم وأهدافهم.
كما أشار قوجيل إلى أن تجمع الشباب الأفريقي في الجزائر، “قلعة الثوار”، في ذكرى الثورة المجيدة، يرسخ عودة الجزائر إلى عمقها الإفريقي ويعزز الثقة في بناء مستقبل أفضل للقارة، قوامه الوحدة والتكامل وتمكين الأجيال الشابة من أدوات العصر.
وفي ختام حديثه، شدد قوجيل على أن “الأمة الإفريقية قد رددت صدى الثورة التحريرية الجزائرية، واحتضنت مبادئها وساهمت في تبجيلها، معتبرة إياها منارة للهبات التحررية في إفريقيا والعالم”. وأضاف أن الثورة الجزائرية كانت ذات بُعد وطني وإفريقي، أسست لعلاقة متينة بين شعوب القارة، مجسدة الكفاح المسلح كوسيلة مشروعة لاستعادة الحقوق.