إقتصادإقتصاد محليالحدثالواجهةعاجل

إجراءات تنظيمية لضبط سوق الماشية قبيل عيد الأضحى

في خطوة تهدف إلى تنظيم سوق الماشية وضمان استقرار الأسعار قبيل عيد الأضحى، اتخذت السلطات الجزائرية أولى إجراءاتها التنظيمية المتعلقة بنقل بعض سلالات الحيوانات. قرار ولاية ورقلة الذي صدر في 25 مارس الفائت، يقضي بمنع نقل بعض سلالات الماشية إلى المناطق الشمالية من البلاد، في إطار التحضيرات المبكرة للعيد.

إجراء تنظيمي جديد

تقرر منع نقل سلالات معينة من الماشية، بما في ذلك الأغنام من سلالة “سيداون”، الأبقار من سلالة “درباني”، والجاموس الأفريقي، إلى الولايات الشمالية. يأتي هذا القرار لمكافحة المخاطر الصحية المحتملة، حيث أن بعض هذه السلالات تكون أكثر عرضة للأمراض التي قد تنتشر نتيجة للنقل غير المدروس. ومن أجل ضمان تطبيق هذا القرار، تم وضع نقاط مراقبة على الطرق لمتابعة تحركات الحيوانات القادمة من الجنوب.

أهداف اقتصادية وصحية

يهدف هذا الإجراء إلى الحفاظ على صحة القطيع الوطني في وقت حساس، خاصة مع التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع الزراعي، مثل الجفاف المستمر ونقص الأعلاف. يتزامن هذا القرار أيضًا مع محاولات الحكومة لضبط سوق الماشية الذي يشهد تقلبات في الأسعار بسبب المضاربة المتزايدة مع اقتراب عيد الأضحى. في حال مخالفة القرار، سيتم توجيه الحيوانات المصادرة إلى الذبح ثم إتلافها للحد من انتشار الأمراض وحماية السوق المحلي.

مكافحة المضاربة وتحقيق الاستقرار في السوق

يأتي الحظر على نقل هذه السلالات ضمن استراتيجية أوسع للحد من المضاربة في سوق الماشية. السوق غالبًا ما يشهد تقلبات حادة في الأسعار قبيل عيد الأضحى نتيجة للعرض المحدود في بعض المناطق وزيادة الطلب في أخرى. الهدف من هذه الخطوة هو تفادي ارتفاع الأسعار في المناطق الشمالية بسبب قلة العرض، وكذلك تقليل خطر انخفاض الأسعار في الجنوب بسبب فائض العرض، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على دخل المربين المحليين.

التحديات في قطاع الأغنام

يواجه قطاع الأغنام الجزائري تحديات كبيرة، أبرزها الجفاف المستمر الذي يؤثر على توفر الأعلاف وزيادة تكاليف التربية. وقد أجبرت هذه العوامل العديد من المربين على تسريع بيع مواشيهم، مما أثر على توازن السوق. ورغم هذه الصعوبات، تعمل الحكومة على دعم القطاع عبر تسهيل وصول المربين إلى الشعير المدعوم وزيادة المساحات الزراعية المخصصة للأعلاف بحوالي 40,000 هكتار. كما تم تكثيف حملات التلقيح والفحص البيطري لضمان صحة القطيع وحمايته من الأمراض.

استمرار دعم القطاع الزراعي

يأتي هذا القرار في وقت حرج بالنسبة للاقتصاد الزراعي في الجزائر، حيث يسعى القطاع لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية في إطار التحضيرات لعيد الأضحى المقبل. في ظل الظروف المناخية الصعبة، تظل الإجراءات التنظيمية مثل الحظر على نقل بعض سلالات الماشية جزءًا من استراتيجية الحكومة لضمان استقرار السوق وحماية صحة القطيع، مع محاولة لتفادي أي اضطرابات قد تؤثر على الأسعار وتوازن العرض والطلب في أسواق الماشية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى