إفريقياافريقياالحدثالواجهةدوليعاجلمقالاتمقالات أخرى

“كلّهم إلى غزة”.. حراك دولي غير مسبوق لكسر الحصار: البحر والبر يتوحدان في مسيرة النُصرة

من البحر إلى البر: العالم يتحرك نحو غزة

في مشهد تضامني عالمي قلّ نظيره، تتجه الأنظار نحو سلسلة من الفعاليات الدولية المتزامنة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، حيث يلتقي البحر بالبر، وتلتقي السفن بالقوافل والمسيرات الشعبية، في حراك إنساني لا تملك أي قوة على الأرض شرعية إيقافه.

من سفينة “مادلين” البحرية، إلى المسيرة العالمية إلى غزة سيرًا على الأقدام، مرورًا بقوافل الصمود القادمة من تونس وليبيا، يشارك أكثر من عشرة آلاف ناشط من 32 دولة، من العرب والغربيين، ضمن تحرك واسع النطاق يعيد فتح ملف غزة في وجه العالم ويفضح صمت المجتمع الدولي.

المسيرة العالمية إلى غزة: خطوة نحو الكرامة عبر القاهرة ورفح

المبادرة التي تحمل عنوان “المسيرة العالمية إلى غزة سيرًا على الأقدام” تمثل إحدى أبرز صور هذا الحراك، حيث يستعد الآلاف للانطلاق عبر الأراضي المصرية باتجاه معبر رفح الحدودي.

تأتي هذه المبادرة بدعوة من نشطاء حقوقيين عالميين مناهضين للحروب والعنصرية، ويأمل القائمون عليها أن تكون بمثابة “انتفاضة شعبية عالمية ضد الحصار” المفروض على أكثر من مليوني إنسان في القطاع، في ظل حرب مدمّرة لا تزال تحصد الأرواح يوميًا.

من جانب آخر، تتحرك “قافلة الصمود العربية” من العاصمة التونسية، مرورًا بالأراضي الليبية، ثم المصرية، في محاولة لخلق وحدة مغاربية رمزية لدعم غزة، وتقديم رسالة إلى الشعوب بأن البعد الجغرافي لا يحول دون الوفاء بالقضية الفلسطينية.

وتُعدّ هذه القافلة من أولى المبادرات التي تنطلق من شمال إفريقيا صوب غزة في هذا التوقيت الحساس، بمشاركة شخصيات مدنية وبرلمانيين عرب، خاصة من الجزائر وتونس.

قافلة دبلوماسية وحقوقية: ضغط سياسي ومرافعة دولية من أجل رفح

أما على المستوى المؤسسي، فقد بادرت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية إلى إطلاق قافلة دبلوماسية حقوقية هدفها الضغط السياسي لفتح معبر رفح أمام الجرحى والنازحين، والتنديد بالانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في القطاع.

التحرك يشمل نوابًا، حقوقيين، شخصيات قانونية دولية، وحائزين على جوائز نوبل للسلام، وذلك لإعادة تسليط الضوء على المسؤولية القانونية والأخلاقية للمجتمع الدولي إزاء ما يحدث في غزة، مع التذكير بأن استمرار إغلاق معبر رفح يمثل مشاركة غير مباشرة في خنق الفلسطينيين.

@anndz_algeria #دولي | أبحر نشطاء من مختلف دول العالم على متن سفينة مساعدات إنسانية متجهة إلى قطاع غزة، متحدّين الحصار الصهيوني المفروض ، ومخاطر البحر والتهديدات العسكرية. 🔴 السفينة تحمل مساعدات طبية وغذائية عاجلة، وعلى متنها متضامنون من أوروبا، أمريكا، إفريقيا وآسيا، أعلنوا استعدادهم لتعريض حياتهم للخطر من أجل إيصال صوت الضمير العالمي إلى غزة المحاصرة. #الشبكة_الجزائرية_للأخبار #anndz ♬ son original – الشبكة الجزائرية للاخبار

دلالة التحرك: وحدة شعبية عالمية تتجاوز الحدود

هذا الحراك الشعبي والدولي يحمل أكثر من دلالة، فهو من جهة يمثل ردًّا مباشرًا على جرائم الاحتلال، ومن جهة أخرى يعكس يقظة الشعوب الحرة في مواجهة عجز الأنظمة الرسمية.

كما أن تنوع الجنسيات والخلفيات الفكرية للمشاركين، من مسلمين ومسيحيين ويهود تقدميين، يبرهن على أن القضية الفلسطينية لم تعد فقط قضية عربية أو دينية، بل أصبحت قضية تحرر إنساني عالمي بامتياز.

الجزائر في قلب المسيرة: صوت مبدئي لا يتغيّر

الأمم المتحدة: السفير عمار بن جامع يدعو إلى تعزيز دور الجمعية العامة –  المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري

الجزائر، كما جرت العادة، لا يغيب الدعم الرسمي والشعبي لغزة في كل المنابر وخاصة في مجلس الأمن الدولي، ففي كلمته خلال جلسة التصويت على مشروع قرار لوقف الحرب في غزة، جدد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، موقف الجزائر الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الفلسطينيين يريدون العيش في أمن وسلام مثل باقي شعوب العالم، مشيدًا بشجاعة الأعضاء الذين صوّتوا لصالح القرار، باعتبارهم يحملون الشرعية الأخلاقية والضمير الإنساني لوقف حرب الإبادة، وموجهًا رسالة واضحة بأن فلسطين ليست وحدها، وأن العالم يراقب جرائم الاحتلال الصهيوني.


من مسيرة الغضب إلى مسيرة التحرير

ما يجري اليوم هو أكثر من مجرد احتجاجات، هو إعلان بداية مرحلة جديدة من التضامن الأممي، يتجاوز الشعارات إلى التحرك الميداني، ويضع الحكومات أمام مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية.

“كلهم إلى غزة” ليست مجرد صيحة، بل وعدٌ بأن الشعوب لا تنسى، وأن النُصرة لفلسطين باقية، مهما طال الحصار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى